جولة حول الأردن

Wa'ad Hamzeh |وَعْدٌ جَمِيْل A journalism and media student | طالبة صحافة وإعلام learning, Journalling, landscape photography | التّعلّم, والصِّحافة , التّصوير * هذه المدوّنة أنشأت للتحدّث عن المناطق المختلفة وجمالياتها حول الأردن مع إرفاقها بالفيديوهات والصور التوضيحيّة من تصويري الشخصي، مثل تصوير الأماكن والشواع القديمة والتّحدث عنها لا سيّما جبل عمان والرينبو ووسط البلد.والمحافظات..

  ما أبحث عنه حين السفر هو السحر، ذاك الذي يمسّ قلبك دون اعتبار لكون المدينة جميلة أم لا، شيءٌ يسكنها كومضة برّاقة، ما إن تراها ستعلق بعيّنك للأبد.

في لحظةٍ فائقة، كثيفة وباهرة. المدينة من علوّ، وقد تداخل شفق الغروب بزرقة البحر، تواتر الأذان من مآذن مساجدٍ شتى، وأحاطت المدينة الجديدة بعمرانها المتعالي بالمدينة القديمة الموغلة في السكون.

عيناي الممتلئتان بالمدن المدهشة، بالآثار والقصور والأزقة والأسواق والبيوت، عيناي المتشبعتان بالألوان والمناظر والصور، عيناي عندما رأتا شفشاون، شعرت بهما وكأنما تدركان الجمال لأول مرة، وأن كل ما رأتاه في السابق محض تشابهٍ وتكرار..  مدينةٌ تامة الجمال، لا يسوؤها شيء ولا يشوبها نقصان.

في وسط أسواق وسط البلد، في وسط زحامها والحياة التي تضج بين جنباتها، والجموع التي تروح وتجيء، ثمة فسحة من الهدوء، بوابةٌ ضخمة ترتفع على صدر سورٍ محيط، تعلوها لافتة تشير إلى الحديقة السرية.. اقتربت من البوابة ولقد استغربت وجود القصر في هذا المكان اللُجيّ، وما إن دخلته حتى انفتح لي بابٌ من أبواب جنّة مستترة..

  مرّ بها أحد العاشقين فقال في وصفها: "  بيضاء جميلة ذات عينيّن خضراوين صافيتيّن   في مرتفعها تختال بجمال الجغرافيا . في مقامها العالي أعلى الربوة،  أول من ترتدي حلة الشمس الذهبية في الصباح، وأوراق شجر البرتقال الندية أول من تقبّل شعاع الضوء، وفي مهرجان الضياء هذا، تستحم البيوت والقباب ومنحدرات الطرق الحجرية وشجر النخيل." 📍قهوة  الشبعان. كأس تاي بالبندق -شاي أخضر بالصنوبر - نخب المدينة وبحرها وضيائها.

ياسمينة الدار، تُشرف عليها من علوّ، وقد امتدت من الفناء، تسلّقت الجدران المغطاة بالجيليز الملوّن المنقوش، مرّت بأبواب الغرفات، منحت عطرها للزوايا، وأكسبت البيت رائحته. في الدور العربية، أحب أن أقصد السطح، هناك تنكشف أمامي المدينة بأكملها، بحواريها وأنهجها ودروبها، بمآذنها وساحاتها وأسواقها، بأسوارها وقلاعها وأسرارها المتوارية.

أسلم قلبك للمدينة، اتبع إشاراتها، ستومئ لك، ستحارشك وتشعل حواسك. قد تغازلك ببخةٍ عطرة من احدى أشجارها، تفاجئ بصرك بمنظرٍ بديع، أو تدندن لتسترعي انتباهك، كل ما عليك هو أن تكون مستعدًا، أن تستجيب.. في مدينة السلط العتيقة، كنت قد سلكت نهجًا بين البيوت، استدرجتني إليه خيوط حريرٍ معلّقة بين جداريّن على حبلٍ رفيع، ألوانها مُشعّة، ملتهبة تحت ضوء الشمس لتجف بعد أن بُللت بالصباغ. انصعت لغواية اللون، تبعتها لتقودني للحائك في محرابه، يتعبّد ويخدم على النول، في ورشةٍ تخلقت بالعام 1960، النول الذي ورثه عن ابيه عن جده عن والد جده، كان يشد الخيوط، يرخي ويشد في حركةٍ أزلية، يراقص الحرير، يؤلف بين خيوطه، يرصها، يلحمها ويبنيها كذكرياتٍ في عمرٍ مديد..

هُنا، تختلط الألوان في قمة صفائها لتشكل لوحة غريبة نوعاً ما، للوهلة الأولى يتبادر إلى ذهنك ذلك الممر الذي كنت ترسمه على دفترك أمام كل بيت في الصف الأول الابتدائي، وما أن تمعن النظر حتى تجد أن الأمر مختلف، ولكنه يشترك في صفاء قلبك حينها وصفاء لونها اليوم. رائحة المكان تعبق بالذكريات المغبرة التي تتوق إليها، واجهات الدكاكين تحمل في اساريرها حكايات زمن لم تعرف عنه إلا ما سمعته من اجدادك أو ما تبوح به هذه الواجهات، حتى الناس هنا مختلفون، فتجدهم ينصهرون في بعضهم مع محلاتهم بل حتى ملابسهم حتى لا تكاد تميزهم . هنا روح عمان القديمة الأصيلة، هنا تشعر بروائح قديمة طيبة، تطرب بنغمات الأصوات التي ترسم سيمفونية حب عتيق، الأزقة هنا تشهد حكايا حب قديم  كشفت أسراره كل وردات الشارع أو حتى حجارة رصيفه ، عتبات البيوت تثبت أن البيت الذي يخلو من المشاكل يخلو من الحب وهذا ما لا تجده هنا . وفي المقابل، تجد من يقصد هذه المنطقة ليتمتع بكل ما ذكرت آنفاً، بلباسه الغربي، وبشعره الغريب وملامحه التي ينكرها هذا الشارع، تزدحم الممرات بأمثاله وكلهم وجهتهم " الرينبو". Wa'ad Hamzeh |🌻وَعْدٌ جَمِيْل #جول...